:

رفاتُ الوطن وتعجز اللغة عن سرد افكارها

top-news

رفاتُ الوطن

وتعجز اللغة عن سرد افكارها

كتبت:الهيفاء ياسر فتحي
للموت علينا، أثرٌ ثقيل، كأطنانٍ من الصخور تستقر على يدِ شخص مشلول، وهكذا هي الحكاية، أرض تنعي...نفسها، سماءٌ تبكي على حالها، وأبناء هذه البلاد يتساقطون بجنونٍ مخيف! 

واللهم لا إعتراض في حُكمك، لا كُلفة ولا لوم، دموعٌ ربما؟ 
شيءٌ من النكران والكثير من الصراخِ المؤجل، ألمٌ يمحيه ألم.

أنتَ سوداني، وهنا تنتهي حيلتك؛ وعند إدراكك لواقع المجزرة تختفي آخر ذرة عقلٍ فيك، فتجوب ذاكرتك واقفًا بين شتات النيل، على أمل أن تجمع الحُزن المزرق والسلام الناصع، ناسيًا أنك...سودانيّ.

رغم ثقل الحقيقة، ورغم إختلاس الواقع لشيءٍ من اللاوعي، إلا أن هذا هو قدرك، أن تكون ها هنا، تشهد المنية من شاشةٍ ما، تراقب الفزع والذل يُداهم أبناء وطنك، وتغرق أنت في ذنبك، أنت الناجي الوحيد! 
هذا هو خطؤك...
أن تختار النجاة ناسيًا العهد، أو متناسيًا على أية حال أمر الدماء.

رغم أنك _ في واقع الأمر _ ميت، دواخلك جفت بالسواد، فما من سوءٍ يشابه مراقبة وطنك يطلى بالجشع، يُكلل بالحروب؛ وفي مساءِ كل غد، مقبرةٌ جديدة، تزدحم ببهاءِ الأرواح.

وأنت هنا، تجلسُ محاطًا بالأمن المزيف، باكيًا على الرفاق، تراجع ملامح الوطن، متسائلًا: هل يوجد على هذه الأرض ما يستحق الحياة؟ 
ويجف دمعك حينها، عائدًا إلى الحاضر، مهزوز الكيان مستدركًا حُرمة النكران؛ تحاول بجهدٍ طفيف زرع إبتسامة في وجهٍ خالٍ من الحياة.

هل لديك تعليق؟

لن نقوم بمشاركة عنوان بريدك الالكتروني، من اجل التعليق يجب عليك ملئ الحقول التي امامها *